هذا ما سأفعله إذا ما فزت بمليون دولار؟!


لم يكن مستبعدا أن يتم اختيار المعلمة الأردنية، سحر فياض، ضمن القائمة النهائية المكونة من 50 معلما للفوز بجائزة "أفضل معلم في العالم" لما بذلته من مجهودات خارقة لتطوير البرامج التعليمة وإضفاء لمسة من التكنولوجيا الحديثة عليها رغم كل الصعوبات التي واجهتها، خاصة مع استقبال الأردن لعدد كبير من اللاجئين السوريين الذين كان لزاما إدماجهم في المدارس الأردنية، حيث قامت بتصميم نموذج تعليمي يتناسب مع الأقسام المكتظة وتوفير الدعم النفسي لطلبة قدموا من بيئات مختلفة، كما توصلت إلى تصميم نموذج تربوي يحفز على النجاح والتميز، وهو ما أهلها للحصول على جائزة الملكة رانيا سنة 2009، ومهد لها الطريق نحو الاشتراك في جائزة أفضل معلم في العالم والتي تقول عنها سحر في هذا الحوار الذي أجرته معها "جواهر الشروق" إنها في حالة فوزها بها، ستستغل قيمتها المالية المقدرة بمليون دولار في إنشاء مركز تعليمي للاجئين السوريين وتحقيق مشروع التعلم الممتع للجميع.
ما هي الجهة الراعية لمسابقة أحسن معلم في العالم، وما هو الهدف من تنظيمها؟
تم اختيار سحر فياض، المعلمة في مدرسة للتعليم الأساسي في عمّان ضمن القائمة النهائية لأفضل خمسين معلماً مرشحين لنيل «جائزة أفضل معلم في العالم 2017» المقدمة من «مؤسسة فاركي»، حيث تمنح الجائزة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وتعتبر الجائزة، التي تدخل الآن عامها الثالث، أكبر جائزة من نوعها في العالم بقيمتها البالغة مليون دولار أمريكي، أطلقت «مؤسسة فاركي» «جائزة أفضل معلم في العالم» تقديراً للمعلم الأفضل الذي يقدم أداءً وإسهامات متميزة في مجال التربية والتعليم، ولتسليط الضوء على الدور المهم والنبيل الذي يلعبه المعلمون في المجتمع، ومن خلال استكشاف آلاف القصص الاستثنائية التي ساهمت بإحداث نقلة نوعية في حياة الشباب. وتتطلع الجائزة إلى بث الحياة في هذه المهنة النبيلة التي يمتهنها ملايين الأشخاص حول العالم ..
من بين 20 ألف مترشح لهذه المسابقة تم اختيارك ضمن القائمة النهائية التي تضم 50 معلما، على أي أساس تم هذا الاختيار؟
اختيار المتقدمين لجائزة أفضل معلم في العالم يستند إلى مجموعة صارمة من المعايير لتحديد معلمٍ فريدٍ قدم إسهامًا بارزًا في مهنة التعليم وتتألف لجنة تحكيم جائزة أفضل معلم في العالم الفائز، من مديري مدارس وخبراء تعليم ومراقبين وصحافيين وشخصيات عامة ورجال أعمال ومديري شركات وعلماء من جميع أنحاء العالم..
ما هي الأساليب التي تتبعينها لتطوير التعليم في الأردن؟
منذ أن بدأت رحلة التعليم، حملت على عاتقي أن أخلص في أداء رسالتي كمعلمة للصفوف الثلاثة الأولى وذلك نظرا لحساسية هذه الفئة كبناة للمستقبل وكون مهنة التعليم هي الركيزة الأساسية التي تقوم عليها نهضة المجتمعات والارتقاء بها، فالشغف والإخلاص والعطاء والحب سمات رئيسية حتى يكون المعلم ناجحا ومتميزا ويحقق أهداف رسالة التعليم وهي إعداد أجيال منفتحة على المجتمعات مواكبة للتكنولوجيا قادرة على مواجهة تحديات العصر أجيال  مفكرة منتجة مسلحة بمهارات الحياة ومهارات النجاح في القرن 21 لذلك كان لا بد من العمل على تطوير ذاتي ضمن خطة أطور من خلالها كفاياتي المهنية، حيث بدأت دراستي بدبلوم لغة عربية ثم أكملت تعليمي الجامعي وأنا معلمة، حيث تخصصت في الجامعة الأردنية بكالوريوس معلم صف، ثم أكملت على نفقتي الخاصة بدبلوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التربية مع جامعة "إن هولند" وجامعة اليرموك ثم حصلت على منحة ماجستير تكنولوجيا تعليم في الجامعة الأردنية من جمعية جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي  بعد فوزي بجائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز، حيث حصلت على المنحة لأنني كنت فاعلة كسفير للتميز في الميدان التربوي, كما التحقت بالعديد من الدورات والمؤتمرات والملتقيات التربوية والورش التدريبية التى تعنى بالشأن التعليمي بالإضافة لمواكبة المستجدات التربوية الحديثة من قراءة واطلاع على مصادر المعرفة المتاحة،  حيث كان لكل ذلك دور في صقل خبرتي والارتقاء بها مما انعكس على أدائي في الغرفة الصفية وبالتالي نقل الخبرة من خلال التدريب للمعلمين في الميدان من خلال الورش والدورات التي انظمها كمتطوعة .
هل حصولك على جائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز سنة 2009 حفزتك على الاشتراك في هذه المسابقة؟
لقد بدأت رحلة التعليم في المدارس الخاصة لمدة 11 عام وتوجهت إلى التعليم في وزارة التربية والتعليم عام 2006 وفي عام 2009 حصلت على المركز الأول في جائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية وذلك لأنني انتهجت في ممارساتي المهنية معايير التميز الخاصة بالجائزة وعددها تسعة والتي أهلتني للمنافسة على هذه الجائزة وبفضل الله كان تتويج تميزي وإنجازاتي من قبل جلالة الملكة رانيا  بمثابة المحفز للاستمرار في المسؤولية الملقاة على عاتقي كسفيرة للتميز وكمعلمة متميزة، حيث استطعت أن أستمر في هذا النهج مع طلبتي وفي مدرستي ومع المجتمع، فبعد التميز حصدت العديد من  الإنجازات منها: المشاركة في تأليف "كتاب العلوم للصف الثالث الأساسي، ودليل المعلم الخاص بالكتاب" بالإضافة إلى تجربة التأليف على مستوى إقليمي، تتمثل في منهاج يتعلق بتمكين طلبة الصفوف الثلاثة الأولى من مهارات النجاح في القرن 21، بالإضافة إلى أنني مدربة مع المجلس الوطني لشؤون الأسرة، ومدربة مع نقابة المعلمين (متطوعة) لتدريب المعلمين، ومدربة في برنامج معلم متعاون مع الجامعة الأردنية. فمسيرة التميز المهنية  وتمثلي لمعايير التميز في ممارساتي وسلوكياتي ضمن إدراك ووعي لها وضمن إطار ونهج منظم لم يكن مستغربا بالنسبة لي، لأنني خضت تجربة مشابهة ولكن تختلف بأنها تجربة محلية على المستوى الوطني ساعدتني في الانتقال للعالمية لأن المعايير تتشابه لحد ما.
ما هي الطريقة التي ابتكرتيها لتعليم اللاجئين السوريين ودعمهم في المجتمع الأردني؟
أطلقت العديد  من المبادرات والمشاريع والأنشطة الخاصة بطلبتي  مثل مشروع "الباحث الصغير" لتعزيز مهارات الطلاب في البحث، من خلال مصادر موثوقة، على أن يتم إرسال النتائج عن طريق تطبيق الـ"واتس آب" لدي, أيضا مشروع التعلم بالأقران "صديقي معلمي"  ومشروع "حياتي بالقيم أحلى" وغيرها، ومع اندلاع الصراع في سورية، استقبل الأردن الكثير من اللاجئين، ليرتفع عدد الطلاب في قاعة الصف من 25 إلى 60 طالباً وطالبة، وأدى ذلك إلى ظهور تحديات عدة، من حيث تنوع مستويات الإمكانات واللغة لدى الأطفال، فقمت بتصميم  نموذج تعليمي يتناسب مع الصفوف المكتظة والتي تحتوي لاجئين وجنسيات متعددة بهدف توفير الدعم النفسي لهم، وتقديم أجواء تتسم بالود والألفة، حيث صممت نموذج التعلم الممتع للجميع والذي يهدف لتقديم التعلم الممتع للجميع والذي يجعل الطلبة يقبلون على التعلم كوجبة متعة من خلال نظام مجموعات فريد يقدم التعلم للجميع بعدل ومساواة ويحقق التفاعل بين المعلم والطلبة، والطلبة أنفسهم، قمت بعد ذلك بمشاركة هذا النموذج مع المعلمين الذين قاموا بدورهم بتغيير نهجهم التعليمي تبعاً لذلك وأعددت دليل تدريبي مستفيدة من خبرتي في مجال التدريب والتأليف والتدريس، فدربت مع نقابة المعلمين وغيرها من المؤسسات دورات التعلم الممتع والتي تركت أثرا واضحا في تغيير ممارسات المعلمين وتغيير نهجهم في التعليم والتعامل مع الصفوف المكتظة من جنسيات مختلفة، كما طبقت مشروع "شبكة اللغة العربية"، بالتعاون مع أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، ومن أهداف هذا المشروع تطوير مهارات الطلبة في القراءة والكتابة، حيث كان لهذا المشروع دور في نشر ثقافة القراءة بين طلبتي ضمن برنامج استراتيجيات القراءة وتوجيه الطلبة لكتابة القصة الشخصية، هذا المشروع كان له دور في مشاركة كافة الطلبة لأفكارهم ومشاعرهم والتعبير عن أنفسهم وتم نمذجة قيم تظهر احترام التنوع والاختلاف وتقبل الآخر والتي انعكست على أداء الطلبة في المشروع .. حيث أعدت "أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين" فيديو مصور عن طريقتي في تدريس المشروع أفادت من خلاله المعلمين في كافة المحافظات.
كما أنني أعمل كمتطوعة في مركز خيري يعنى بشؤون اللاجئين حيث أقدم العديد من الأنشطة التعليمية والترفيهية التي اقدمها لتكون بمثابة الدعم النفسي لهم لترتقي
استخدمت الـ"واتس آب" لإنشاء مجموعات للتواصل مع أولياء الطلبة، حدثينا عن هذه التجربة؟
لقد كان اكتظاظ الغرفة الصفية بعدد يصل إلى 60 طالب بمثابة تحد كبير بالنسبة لي، فوقت التعلم قليل مقارنة مع عدد الطلبة بالإضافة لضعفهم في المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب والتفكير والمشكلات السلوكية، وبالرغم من الإحباط الذي واجهني في البداية والذي تمثل بصعوبة التواصل والتفاعل مع الطلبة وضعف تواصل الطلبة مع بعضهم البعض إلا أن ذلك كان بمثابة الملهم لي لتطوير ممارساتي التعليمية قبل أن يكون هناك جائزة المعلم العالمي، حيث قمت بإنشاء مجموعات وقوائم رسائل جماعية على الـ"واتس آب" لأولياء الأمور من خلالها كنت أقدم الدعم اللازم للطلبة من خلال النصائح والتوجيهات المستمرة بالإضافة لتقديم الواجبات النوعية لتمكين الطلبة بالمهارات المختلفة، كما كان الطلبة أنفسهم يتواصلون معي فيرسلون المهام والتجارب المطلوبة ويتواصون معي للحديث عن المشكلات التي كان يواجهونها، فكان تواصلي معهم بمثابة داعم نفسي لهم ولتوجيه سلوكهم مما حقق قيمة مضافة في عملية التعلم، وكان له دور في الارتقاء بالمستوى التحصيلي والسلوكي وبالتالي خلق نفسية أفضل للتعلم وحب المدرسة.
يعاني المعلم العربي من الاكتظاظ في الأقسام، ولكن هذه المشكلة ألهمتك حلولا مبتكرة، ما هي؟
وكمعلم ملهم وقدوة يجب أن يملك القدرة على استشعار المشكلات ومواجهتها وتلمس أثرها ونتائجها على المدى البعيد وكيفية انعكاسها على الطلبة والمجتمع والعالم بأسره بإيجاد حلول تتخطى التحديات بتحديد الأولويات لطلبتك الذين سيشكلون المستقبل لذلك   لابد من ترسيخ منظومة قيمية قائمة على أساس الوعي والإدراك الأخلاقي تجعل طلبتك يؤمنون بأنهم برغم اختلافهم، إلا أن هذا العالم يجمعهم فهم ليسوا أفرادا بل هم جزء من هذا العالم يستطيعون تغيير المجتمعات، بل والعالم للأفضل لذلك لابد من مشاركتهم مشاعرهم وأفكارهم وتلمس احتياجاتهم وطموحاتهم وتوقعاتهم والأخذ بأيديهم ليكونوا أسوياء ذووا فطرة سليمة ويكونوا مؤثرين وعالميين قادرين على التغيير،فتصميم نموذج التعلم الممتع للجميع والذي استطعت أن أقدم من خلاله وصفة سحرية لمعالجة الاكتظاظ، استطعت من خلاله أن أقدم إدارة صفية قائمة على التعليمات الممتعة التي يتجاوب معها الطلبة بسهولة ويسر واستطعت ابتكار نظام مجموعات فريد يتناسب مع الصفوف المكتظة، حيث تنفذ الأنشطة بتعليمات موجهة بنظام مجموعات تعاوني ساعد باندماج الطلبة وتقبلهم للآخر وجعلهم يؤمنون بقيمة العمل التعاوني وما ينتج عنه من أفكار إبداعية باستخدام (مجموعات التعلم الثنائية ومجموعات التعلم الرباعية ومجموعات اللعب بالتناوب ومجموعة كلنا نستمتع ونلعب معًا وتضم كل الصف) حيث يعمل الجميع ضمن شعار ( لنكن مثل سرب الأوز ) وباستخدام إدارة صفية تعتمد على الإيماءات ولغة الجسد ساهمت في الانضباط الذاتي للطلبة  بحيث تراعي خصائصهم النفسية والنمائية وتراعي أنماط التعلم وتنبيه الحواس باستراتيجيات تفاعلية بين المعلم والطلبة وبين الطلبة أنفسهم.
مع اشتراكك في كل هذه البرامج التطويرية للتعليم، كيف تجدين الوقت للتوفيق بين هذا العمل الذي يستهلك وقتا كبيرا وبين أسرتك؟
 إن تنظيم الوقت وتحديد الأولويات ضمن تخطيط ساعد في القيام بدوري كأم وكمربية أجيال، كما أن وقوف عائلتي معي وزوجي كان بمثابة الداعم الرئيسي لي في الاستمرار في نهج التميز، فهم يسعدون بنجاحاتي وهي بمثابة نجاح للجميع.
من الذي زرع فيك هذه الرغبة الجامحة في ابتكار أساليب تعليمية جديدة؟
إيماني برسالة التعليم وشغفي للتطوير وممارسة كل جديد هو المحفز لي لعدم تكرار نفسي من عام لآخر، فأنا أؤمن بالتجديد المستمر، وأؤمن بضرورة أن على المعلم أن يتغير حتى يغير في طلبته ومجتمعه فالمعلم الملهم هو الي يقود التغيير والمعلم هو الذي يصنع قائد المستقبل وهو الذي يرسم المستقبل الأجمل للمجتمعات.
هل فكرت فيما ستنفقين عليه مليون دولار، وهي قيمة الجائزة، في حال حصولك عليها؟
سأكون سعيدة بفوزي إذ حصلت على لقب عالمي، ولكن ستكون سعادتي أكبر لأنني سأحصل على المال الذي سأحقق به حلمي حيث سأرصده  لتأسيس (منظمة غير ربحية) تعنى بشؤون الأطفال اللاجئين وتأسيس مركز تعليمي تابع لها متكامل ومتخصص يستهدف اللاجئين السوريين بالمخيم نفسه يهدف لتوفير العلاج النفسي وتأهيل الأطفال للحياة وإعادة بناء وصقل شخصياتهم التي شوهتها الحرب، سأعمل على توفير تعليم هادف وموجه وممتع من خلال مشروعي التعلم الممتع للجميع وتوفير كافة الموارد التي ترتقي بهم وبتعليمهم من تكنولوجيا وألعاب وقاعات متعددة الأغراض ومكتبات وسيتم فتح مكتب تدريب لتأهيل الموارد البشرية للعمل في المركز بالإضافة لأماكن مخصصة للعب بعد انتهاء اليوم الدراسي.
اقرأ أيضا /


المرأة تقول: "اللي ما عندو فلوس كلامو مسوس"، والرجل يقول: "الخبز والما والراس في السما".. هي تقول: "اللي ما عندو مال ديما وجهو مذبال" وهو يقول: "الحمد لله ما عندناش وما يخصناش".. هي تقول: "مول المال سيد الرجال" وهو يقول: " الحرة إلا صبرت دارها عمرت"..
دائما هي تهاجم وتقلب المواجع، وهو صابر وقانع.. هي تكره الجيب الفارغ وترى أن عيب الرجل فيه، وهو لا يضع رجولته على المحك ولا يقبل أن ترجح عليها كفة النقود، فماذا يعني الجيب الفارغ يا ترى للزوجين؟ وهل تستمر الحياة ببقائه خاويا؟ وهل يمكن أن تراعي المرأة مشاعر شريكها ولا تقارنه بغيره؟  
عندما تتكلم النقود يصمت الجميع !
أكثر الذين طرحنا عليهم الموضوع اتفقوا على أن زوجات كثيرات يرقصن على إيقاع النقود طربا، فتراهنّ سعيدات مبتسمات متفائلات ويعملن بكل حب وتفان ولا يقلن أبدا تعبنا من كثرة الأشغال لأن المقابل بالنسبة لهن سيكون عدا ونقدا وذهبا وحريرا وألبسة وأكلا فاخرا..
هم يقولون أن الزوج ينعم في فترة امتلاء جيوبه بالراحة والطمأنينة والهدوء والسكينة ولا ينادي على شيء قط إلا وكان أمامه قبل أن يكمل كلامه، فترى زوجته تدلله وتمازحه وتلاطفه، بل وتلاعبه حتى تأخذ قسطا مما في حوزته، لكن ما إن تصبح جيوبه خاوية حتى تنقلب موازين الأمور ويتحول الكلام المعسول إلى شتائم والمجاملات إلى ضغائن وتنفر منه ولا تفتأ تذكره بعجزه ورجولة فلان وسخاء علان وهي لا تعلم بأن قولها يجرح مشاعره ويكسر حاجز الاحترام بينها وبينه، ويجعله دائم الشك في صدقها، لأنها تظهر على حقيقتها المادية وتنزع عن وجهها قناع الزوجة القانعة الوفية..
"الزوج بلا فلوس كلامو مسوس"
تقول السيدة جميلة. ربة بيت: "الرجل الذي لا يملك المال لا يحق له أن يتفاخر ويختال ويجالس الرجال لأنه لا ينتمي إليهم على الإطلاق، ومن المفروض أن لا يتزوج أبدا مادام عاجزا عن تحمل مسؤولية البيت والأطفال.. أنا مثلا اشترط عليّ زوجي حين تقدم لخطبتي أن أترك وظيفتي فقبلت ظنا مني أني وجدت من يسد جميع حاجاتي وللأسف الشديد صرت أشتاق لشيء لأنه لا يستطيع توفير كل شيء وحتى الضروريات لا يلحق عليها."
نفس الفكرة تطرقت إليها السيدة فتيحة وهي غاضبة جدا، حيث قالت بصوت مرتفع: "جيوبهم فارغة ولا يتطاولون إلا علينا في البيوت.. لو كانوا رجالا حقا لعملوا بجد كما يعمل أسيادهم من الرجال.. قرفت أنا من عيشتي التي تشبه عيشة "الشحاذين".. أينها أيام العز حين كنت بمنصبي المحترم وجيوبي الممتلئة"
وقليلات هن الزوجات اللواتي يشفقن لحال أزواجهن، ويقدرن شقاءهم وتعبهم في سبيل توفير لقمة العيش، تقول السيدة ربيحة: "زوجي المسكين يبذل جهدا لإعالتنا وأنا أشفق عليه كثيرا حين أراه مهزوما وجيبه فارغا، لا يملك ولا فلسا.. عندها أقيم الدنيا ولا أقعدها، ليس عليه وإنما على أولادي الذين يتسكعون في الطرقات ولا يكترثون مطلقا بظروفنا المادية السيئة".
هذا ما يعنيه الجيب الفارغ للزوجة؟
حسب الأخصائية النفسانية "ربيعي إلهام" فإن نقطة ضعف الرجل وقوته في جيبه، فإذا كان ممتلئا شعر هذا الأخير بالسلطة وبالرغبة في فعل أي شيء وبأي ثمن لفرض احترامه وإن كان فارغا أصبح ذليلا منكسرا لا يدري أين يضع رأسه كي لا يذكره أحد بعجزه..
والزوجة هي السباقة لمثل هاته الأمور، فهي لا تفوت الفرصة لتلقين الدروس لزوجها المسكين الذي تخونه جيوبه أحيانا، لأن الجيب الفارغ يعني لها الكثير، فهو منطلق لشجارات لا تنتهي بينها وبينه، وإن انتهت فعلى أنقاض الزوج المغلوب على أمره.
من جهة أخرى ترى الأخصائية "أ. سهام" أن الجيب الفارغ يعني للزوجة ما لا يعنيه لغيرها، فهو أولا خير دليل على فشل شريك حياتها وعلى عجزه وعدم قدرته على الوصول إلى ما وصل إليه غيره من الرجال المتفوقين، وثانيا هو رمز لرجولة زائفة مادام غير قادر على إعالتها وإعالة أطفاله.
المال عصب الحياة ولكن؟
يقول الدكتور علاء، استشاري العلاقات الزوجية والأسرية أن المال عصب الحياة وهو مهم للغاية لأن المرء بدونه يقف عاجزا عن فعل أشياء كثيرة لكنه لا يساوي شيئا لوحده، فوجوده مثلا بانعدام الصحة كعدمه، ووجوده بغياب الأطفال لا فائدة منه، ووجوده على حساب السعادة والهناء لا جدوى منه، لذلك ينبغي على الزوجات التحلي بالقناعة ومراعاة حق الزوج في الراحة وتقدير ظروفه إن كان يسعى، وحظه يخونه، أما الزوج الخامل الكسول الذي ينتظر من الآخرين فعل كل شيء ولا يحرك ساكنا فللزوجة كل الحق في التنكيد عليه ومحاسبته ومقارنته بغيره لأن من واجبه تحمل مسؤولية الإنفاق على بيته من عمل يده..
وكنصيحة لكل رجل يقول الدكتور علاء أن الذي يريد احتراما من زوجته، عليه أن يحترم نفسه أولا، فالجيب الفارغ دليل الضعف والعجز، والرجل الذي يسعى أكيد لا يخيب.
أقرأ أيضا :

عادت لتثير الرأي العام هذه قصة السيدة التركية التي اعتقدوا أنها ماتت في مكة؟!

هذا ما سأفعله إذا ما فزت بمليون دولار؟! هذا ما سأفعله إذا ما فزت بمليون دولار؟! بواسطة ملياني حميدي on 11:56:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات

مدون محترف